بدأت حضرموت هذه الأيام عملية الاستعداد لاستقبال ضيف طالما انتظره أبنائها بشغف يختلف عن الأعوام السابقة ، كيف لا وموسم نجم البلدة يشكل المتنفس السياحي الوحيد والملاذ لأبنائها من حرارة الجو اللافح والذي تميّز هذا العام بارتفاع درجاته بشكل لم تشهده المحافظة من قبل كظاهرة تحدث لأول مرّة ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي، الكل باختلاف فئاتهم وأعمارهم بدأوا في الاستعداد لهذا الموسم، حيث تعتبر برودة أجوائه أحد أهم ميزاته أضف إلى ذلك فوائده العلاجية من خلال الاغتسال في مياهه الباردة.. (الخليج 365) سبق هذا الحدث السياحي بإجراء عدد من اللقاءات فكانت الحصيلة كالتالي :
البلدة رافد من روافد الاقتصاد
عبدالحافظ اليهري - معلّم.. قال لقد حبا اللهُ شواطئ حضرموت ومن عليها بظاهرة لا نظير لها تنفرد بها على سائر المدن الساحلية مثيلاتها محلياً وإقليمياً ولا أبالغُ إذا ما قلت عالمياً.
ظاهرة فريدة بكل ما تحمله كلمة التفرّد من دلالةٍ تحدثُ في أيامٍ معدوداتٍ صيفاً من كل عام.
أربعةَ عشر يوماً عمرها خلالها وعلى خلاف المتوقع تستحيل مياه بحرها العربي باردة برودةً وكأنَّ المحيط المتجمد الجنوبي يرسل لها في كل صيفٍ جزاءً من روحه لينعمَ أهلُ تلك الشواطئ جنوب جزيرة العرب في ذروة الصيف بأكبر ملطف رباني للجو يحيل شواطئها إلى مصيف تهوى إليه القلوب من كل حدب وصوب هرباً من لهب الحر في شهر يوليو.
تلك النعمة منجم ذهب لا ينضب ذهبه، موردٌ لا يجفُّ معينه، ورافدٌ مهم من روافدِ الاقتصاد المحلي للمحافظة عامة ولمدينة المكلا حاضرة حضرموت خاصةً بشرطِ أنْ ينظر إليها بما أسلفت.
وكما يقال الفرص متاحةٌ ولكن لمن يستغلها، فيقيني وهو رأيي الشخصي أنَّ مهرجان البلدة السياحي الثقافي إنْ أدرجته السلطة المحلية في موازنة المحافظة كموردٍ من موارد الاقتصاد المحلي ووضعت له الخطط لاستغلاله وأجرتْ بناء على خططها دراسات الجدوى وهيأت كل السبل لاعتباره مورداً من موارد الاقتصاد المحلي سينجح نجاحاً لافتاً وسيحقق بناء على تلك الخطط كل أهدافها.
أما الارتجالية الحالية الذي تُظهر فقراً في القدرات الإدارية وعجزاً في استغلال الهبات الربانية التي حبا الله بها ساحل حضرموت وأهله بحجج واهية وتبريرات ساذجة فهي لا تساعد في شيء بل تحرم حضرموت وأهلها من دخلٍ ثابتٍ يرفد خزينة السلطة المحلية في المحافظة ويعزز من قدراتها المالية المستنضَبة ويحرك عجلة الاقتصاد المحلية المستبطَأة.
والخلاصة أنْ تتبنى السلطة المحلية المهرجان وتنظر إليه باعتباره بقرة حلوب وتهيئ له السبل كافة وخاصة البنية التحية من طرق وفنادق ومواصلات وغيرها وفق خطط موضوعة مدعَّمة بدراسات الجدوى الاقتصادية له حتى يحقق النجاح و نستثمر هبة الله لنا التي أكرمنا بها دون سوانا.
يجب استغلال هذه التظاهرة التراثية السياحية
وأضاف فادي سالم حقان – نائب مدير إذاعة نما إف إم (صحفي).. لمدينة المكلا حاضرة حضرموت وعروسة البحر العربي تميّز خاص عن غيرها من المناطق الساحلية على الشريط الساحلي لليمن ويكمن هذا التميّز في بحرها الشاسع والدافئ ، في منتصف شهر يوليو من كل عام يظهر نجم البلدة الذي تشتد فيه برودة البحر ولهذا اعتاد أهل المدينة رجال ونساء وشباب واطفال على الاغتسال والاستمتاع بمياه البحر الباردة .
في السنوات الاخيرة للألفية الثالثة صاحب هذه التظاهرة الفريدة النوعية تنظيم العديد من الفعاليات الترفيهية والترائية نظرا للأقبال الكبير من قبل الزوار والسيّاح الذين يتوافدون على المدينة من كل حدب وصوب داخلياً وخارجياً فتجد الزائرين يستمتعون بهذه الأجواء والفعاليات المصاحبة .
إلا أن لتلك التظاهرات لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب والتي من المفترض أن تستغل في مثل هكذا مناسبات ترويجية للمدينة فتجد عدم الاهتمام بالنظافة في السواحل الشاطئية وتدني مستوى الخدمات المعيشية والسياحية في المدينة أبرزها الكهرباء والحفريات إضافة إلى الازدحام المروري في الشوارع الرئيسية للمدينة دون اتخاذ معالجات تسهم في حلحلة هذه المشكلات التي ترافقنا كل عام .
لهذا يجب أن يكون هناك رسم خطة محكمة من جميع النواحي كافة لاستغال هذه التظاهرة وجعلها تظاهرة أكثر رونق وبهاء ترويجي سياحي مثلها مثل أي مدن سياحية تتميز بخصائص نادرة .
البلدة.. حَدَث حضرمي بهيج
وقال محمد أحمد عبدون – مذيع (إذاعة المستقبل) يُعتبر نجم البلدة من المناسبات الجميلة التي استمرت على مدى سنوات ولعلّها من الأشياء الكثيرة التي ينتظرها الناس هنا حسب وجهة نظري ، فهي مناسبة يحتضنها ساحل حضرموت وخصوصاً مدينة المكلا ... موسم نجم البلدة فرحة للصغير قبل الكبير ولاتختص بسن معين فتجد المسن وتجد الشاب وتجد النساء والأطفال يتسابقون إلى بحرِ مدينتهُم للاغتسال والاستفادة من مزاياه العلاجية بالإضافة إلى مشاركتهِم في الاحتفالات والمهرجانات التي تُقيمها السلطةُ المحلية فهي بمثابة حدث حضرمي بهيج يجمع الجميع تحت سقفٍ واحد ، الآسرة ، الأصدقاء، واهالي المناطق المجاورة لتعم الفرحة والسرور على الجميع دون استثناء .
أيام البلدة .. أيام فرائحية لسكان المكلا
وأضاف حسين علي الكثيري - إعلامي موسم البلدة في المكلا يعتبر من أهم المواسم التي تتميز بها حيث تزداد برودة ماء البحر فيها وتعتدل برودة الجو نسبياً , وتحمل أيام البلدة لدى سكان مدينة المكلا أيام فرائحية تحمل الكثير من الفعاليات حيث تبدأ أول أيامها بتدشين مهرجان البلدة وإقامة المسابقات وإحياء الموروث الحضرمي , وتكتظ فنادق مدينة المكلا بالكثير من الناس الذين يأتون من كل أنحاء البلاد لحضور هذه الأيام الرائعة , ويعتبر الاغتسال في ماء البحر فجراً أهم الأمور التي يقوم بها الناس لما تحمله مياه البحر في هذه الأيام من فوائد كثيرة , حيث ترى كل الفئات من الصغار والشباب وكبار السن يتدافعون الى سواحل المكلا للاغتسال والمرح واقامة الفعاليات والمسابقات التي تجعل من سواحل المكلا أن تشكل لوحة فنية جميلة .
دعوة لرجال المال والأعمال
وقال علي سالم بن عروه – صاحب فندق أشكر موقع (الخليج 365) على إتاحة هذه الفرصة .. لا يخفى على أحد أهمية موسم نجم البلدة السياحي لجميع فئات المجتمع وطبقاته سواء كان مواطن أو صاحب تجارة أو مسؤول .. نحن كأرباب فنادق تهمنا مثل هذه المناسبات بفضل الدخل المادي الذي نحصل عليه من المغتربين من داخل الوطن وخارجه والذي يتوجهون صوب محافظة حضرموت عامة والمكلا على وجه الخصوص فتكتض بهم المدينة وتكتظ بهم فنادق المدينة .. وأوجّه بالمناسبة دعوتي لرجال المال والأعمال وأدعوهم إلى المساهمة في جانب البنية التحتية بمحافظة حضرموت خصوصاً حاضرتها المكلا فالمكلا بحاجة إلى بنية تحتية كبيرة تتناسب مع مناسبة بحجم موسم البلدة .
سنظل محافظين على عاداتنا
وقال العم سالمين علي بادقيدق.. أجمل ما يميّز محافظة حضرموت عن غيرها من المحافظات هي تنوّع عاداتها وتقاليدها والأهم من ذلك أنها مازالت محافظة على تلك العادات والتقاليد بل وتورّثها جيلاً بعد جيل من الأجداد إلى الآباء ومنهم إلى الأبناء والأحفاد نحن ككبار سن نساهم مساهمة فعالة في المحافظة على هذه العادات والتقاليد والتي يأتي من ضمنها مناسبة موسم البلدة والاشتراك في فعالياته المختلفة كتقليد سنوي ثابت .
استعدادات مبكرة
وقال فتحي صالح باصالح صاحب متجر.. موسم نجم البلدة فرصة وموسم للرزق يسعى الجميع مبكراً للاستعداد له كيف لا وهو مناسبة وفرصة سنوية لا تتكرر إلا مرّة واحدة في العام ولذلك نستعد مبكراً من خلال جلب بضائع إضافية ومنتجات أخرى تتناسب مع هذا الحدث ... حالياً أبنائي الثلاثة يستعدون أيضاً لهذا الحدث السياحي وهم أصحاب محلات تجارية تنتهز مثل هذه المناسبات للترويج لبضائعها وعمل عروضات بهذه المناسبة.